Wednesday, March 28, 2007

المرأة التي أمسكت في ذات الفعل...... إحدى المسكينات بالروح

يا له من لقب لُقِّبَت به هذه المرأة !

هذا هو اللقب الذي نلقبها نحن به. لكن ترى ما هو اللقب التي لقبها به يسوع؟

أظن أن اللقب الذي كان يسوع سوف يختار أن يدعوها به هو لقب المرأة التي لم يدنها يسوع!

كان اختلاط يسوع بالعشارين والزناة وكل أنواع الخطاة يلقي عليه بظلال شكوك عن موقفه من الزنى ومن الخطية بصفة عامة. لم يستطع معاصروه أن يقبلوا في أذهانهم المغلقة، كيف يمكن ليسوع أن يقبل الخطاة ويأكل معهم ويبيت في بيوتهم وفي نفس الوقت لا يقبل خطيتهم. ربما كثر الكلام حول يسوع أنه معلم "متحرر" لا يمانع في الجنس قبل الزواج أو حتى في الزنى وموقفه من الكتب المقدسة موقف "غير تقليدي".

الشريعة المكتوبة والمقدسة تقول: " من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق" وهو يقول: "موسى" أذن لكم أن تطلقوا نساءكم!

ما موقف هذا المعلم من الزنى؟

ما موقفه من الزواج والطلاق؟

ما موقفه من "عصمة الكتاب المقدس"؟

ما موقفة من العلاقة بالسلطة الرومانية، وهل ينبغي أن تُعطَى جزية لقيصر أم لا، إن كان يخالط العشارين!

على هذه الخلفية، اتفق بعض الكتبة والفريسيين، الذين لا تخلوا أيضاً قلوبهم من "غيرة مهنية" على أن يقطعوا الشك باليقين ويُظهروا أمام الناس أجمعين كيف أن يسوع لا يعارض الزنى بالقوة التي ينبغي أن يعارضه بها كمعلم للناموس. كانوا يعلمون أن يسوع رقيق القلب و يتجنب أن يدين الناس، فأرادوا أن يستغلوا رقة قلبه هذه و يستخدموها ضده ليتهموه بأنه لا يدين الزنى، أو بتعبير إنجيل يوحنا " ليجربوه، ليكون لهم ما يشتكون به عليه" (يو 8: 6).

ولكي لا يتركوا مهرباً ليسوع، لم يأتوا بامرأة هناك شكوك غير مثبتة في سلوكها، وإنما أتوا بامرأة قد أمسكت في ذات الفعل. إذا لم يدنها يسوع، فعندئذ يكون موقفه من الزنى واضح. لن يستطيع أن يقول أنهم يفترون عليها أو أن هذه مجرد شكوك أو شائعات.

ها هي امرأة ثابت زناها.. إن لم يدنها يسوع، فمن يدين إذاً؟

إن كان يدين الزنى فسيدينها وإن لم يدنها فهو لا يدين الزنى!

جاءوا بها، وهو يعلم ما في قلوبهم...

ماذا فعل يسوع؟

قبل أن أقول ماذا فعل يسوع. أحب أن أسأل نفسي أولاً ما كنت سأفعل أنا؟

ربما خوفاً على سمعتي و"خدمتي" سوف أهتم أولاً بإبراء نفسي من تهمة تشجيع الزنى. وإذا منعتني رقة قلبي من أن أغلظ لها العقاب لأبرر نفسي من هذه التهمة، فعلى الأقل سوف أبادر وقبل أن أفعل أي شيء حيالها أو حيال من أتوا بها، و أقول: "ليكن معلوماً أمام الجميع، أني أدين الزنى."

لكن لم يفعل يسوع ذلك!

ربما كنت سألتفت إليهم وأعدد خطاياهم وبدلاً من أدين هذه المرأة المسكينة، أدينهم هم. ولم لا؟ فالعين بالعين والسن بالسن. وقد بدأوا هم بإدانتها، فهم إذاً مستحقين للدينونة..

لكنه لم يفعل ذلك !

ماذا فعل يسوع؟

قبل أن نسأل ماذا فعل يسوع، دعونا نسأل أولاً:

فيمن كان يفكر يسوع؟

بمن كان يشعر يسوع؟

فمن هناك نبع ما فعله...

ما فعله يسوع جاء نتيجة لكونه قد سأل نفسه أولاً: بم تشعر هذه المرأة؟ وفيم تفكر الآن؟.، وماذا سيكون تأثير كلامي عليها؟ إذا بادرت بتأكيد رفضي للزنى، هل ستفهم ما أقول فهماً موضوعياً و لا تعتبر دينونتي للزنى دينونة لها؟ لا أظن أن امرأة في ظروفها الآن قادرة على التفكير الموضوعي!

"إذاً ماذا أفعل؟" ربما سأل يسوع نفسه هذا السؤال.

- لن أدين الزنى، لأن هذه المرأة سوف تشعر أنني أدينها هي، وهي لن تحتمل. سوف أضحي بأن يُطلق عليّ مناصراً للزنى ولن أدينها أو أُعيرها.

- لكني لا أقبل الزنى!

- ماذا أفعل؟!

- عرفتُ ما سأفعله.. سوف لا أعلن موقفي من الخطية بإدانة الخطية. سوف أعلن موقفي من الخطية بإدانة الدينونة!

- نعم... سأقول: " من منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر"

- سوف لا يعني كلامي هذا أنها بلا خطية، ولكنه سيعني أنهم كلهم خطاة ولماذا يدين خاطئُ خاطئَ آخر؟! سوف يكون معنى كلامي أنها خاطئة، ولكن لن يكون هذا دينونة مباشرة لها.

- إذا قلت هذا الكلام، سوف يكون عليّ أن ألقيها أنا بالحجر، وإن لم أفعل فسيكون هذا إعلاناً مني أني خاطئ. كيف أفعل ذلك وقد تحديت الفريسيين من قبل وقلت لهم: "من منكم يبكتني على خطية!" سوف أبدو منافقاً.

- لا يهمني.... لن أدينها مهما كان!

- نعم.. سوف يكون هذا أقوى إدانة مني للإدانة! وفي نفس الوقت.. لن يكون قبولاً بالخطية. .. سأقولها!

و بعد أن قالها يسوع ومن خلالها أخلى الساحة من كل المشتكين وأصبح هو وهي وجهاً لوجه. وراح يفكر..

- ماذا أقول لها الآن؟

- ما هي الرسالة الأكثر أهمية التي أريد أن أرسلها لهذه المرأة المفضوحة المغطاة بالعار والذل؟

- هي لم تتب؟ ولكنها لم تدافع أيضاً ولم تبرر

- هي مفضوحة... وهي أيضاً مفتوحة ويمكن أن تستقبل أي شيء. لقد كانت مستعدة لاستقبال الموت.. فهي ستستقبل أي شيء أقوله لها ولن تعارض.

- هل أتلو عليها آيات عن الزنى أو موعظة عن كراهية الله للزنى؟ أم ألقي عليها محاضرة عن أخطار الأمراض المنقولة جنسياً؟!

- أنا الآن أمام إنسانة سوف تقبل كل ما أقول ولن تبرر أو تراوغ.. خاصة بعد أن أنقذتها من الموت.. سوف تطيعني في أي شيء.

- أه .. نعم.. هذه فرصتي لكي أعدل من سلوك هذه المرأة.. سوف أقول لها ألا تخطئ ثانية.. وبهذا أضمن أنها لن تعصى من أخرجها من براثن الرجم.

- "لا.. انتظر قليلاً" قالها يسوع لنفسه!

- ثم سأل نفسه:" ربما سوف ترغب في طاعتي. لكن من أين ستأتي هذه المرأة بالقوة لتنفيذ الوصية.. لقد كسر العار قلبها. لقد سحقت الفضيحة والدينونة كل رغبها لها في الحياة، فكم بالحري الرغبة في الحياة الفاضلة!"

- سوف أقول لها ألا تخطئ أيضاً . ولكني يجب أن أشفي قلبها أولاً من العار.

قال يسوع: " ولا أنا أدينك."

يا لتأثير هذه العبارة الصغيرة!

يا لها من بلسم شاف للعار وجامع لشتات القلب المكسور!

فهي مِن مَن؟

إنها من يسوع. شافي الأمراض ومقيم الموتى

إنها من يسوع الذي يحلم الجميع بلقاءه ولمس حتى طرف ثوبه

إنها مِن الذي تجرأ لتوه وأعلن أن من هو بلا خطية، يمكن أن يرميها بحجر ولم يرمها.

إنها من الشخص الذي قد أحبها للدرجة التي بها خاطر أن يحسب خاطئاً بالرغم من أنه ليس بخاطئ

حتى إن دانتي الدنيا كلها، فلن يهمني! هو لا يدينني!

يكفيني أنه لم يدنّي. سوف أحبه وأخدمه طوال عمري حتى وإن قالوا أن بيننا قصة حب أو حتى أننا تزوجنا!

هذا يكفيني.. ويشفي قلبي.. ويعلمني من جديد أن أحب الحياة!

لن أحتاج لما كنت أفعله. سواء كنت أفعل ذلك من أجل المال. أم من أجل القوة والسيطرة.. أم من أجل الحب والاهتمام. فأنا الآن غنية عن كل هذا!

وبعد أن شفى يسوع قلبها

قال لها ما كان ينوي أن يقوله: " اذهبي ولا تخطئي أيضاً"

قالها لها وحدهما لأنه لم يقلها لكي يبرر نفسه أو يقاوم المشتكين

ولكن لأنه يحبها ويريد أن يحميها مما تفعل

يا لحظ هذه المرأة !

طوباها.. إن لها ولمثيلاتها ملكوت السموات!

2 comments:

Dr. Awsam Wasfy said...

يا لعمق هذه الكلمات النابعة من قبل لا يري سوي الحب و العطاء. انها جملة صغيرة لكنها تحوي الكثير من المعاني بين قوة كلماتها البسيطة . يا لها من حرية و قيمة و اطلاق اعطي لها من اعظم شخص في الوجود بكل بساطة و حب دون وعظ او فكر معقد او محاضرات و لكن ابسط كلمات مليئة بالحب و الرحمة و الاطلاق . انه حقا شخص احتار فيه التاريخ لانه مختلف عن التاريخ صنع تاريخ من قلبه و حبه و هو شئ يصعب علينا ان نستوعبه في عالم ملئ باللوم و العبودية و العار. يا لها من كلمات حانية مليئة بالشفاء و الاطلاق و الحرية و القيمة . لقد فتح لها باب السجن الذي كانت معذبة فيه لسنوات طويلة و اطلقها حرة من عارها و المها و كسرها لتحيا كما كان يجب لها ان تحيا رد لها نفسها و سنوات عمرها الضائعة كانه احياها و ولدها من جديد ولادة عفية قوية قيمة . منك و من يدك فعلا الشفاء بين سطور كتابك العظيم نجد الماء و الطعام و الحياة تستحق ان نحتار فيك و نحاول ان نري ما لم نستطع ان نراه من قبل. هذه القوة البسبيطة التي تستطيع بهاان تغير بها مصائر البشر امامك لتشفي و تطلق و تشبع كل حي رضى من يدك .
اشكرك يا اوسم علي هذه البصيرة و النور ربنا يباركك. جين

velvet said...

Today I wrote this in my blog and thought I might share: "Today I was reading an article in Al Ahram Weekly called "My Alter Ego" which asks several people the question "If it was up to you, who would you like to be?" For some strange reason the women who was caught in the act jumps to mind. This is the woman that the Jews brought to Jesus to test him to see if he dismisses her then he supports sin and if not then where is the mercy. This is were Jesus spoke His everliving words: ""If any one of you is without sin, let him be the first to throw a stone at her." Why her in such an unenvious situation that one would say "lord Protect us". Maybe because she was undoubtedly sinfully but undoubtedly forgiven, shamed publicly but publicly justified, had a miraculous but literally hair raising transformation. She was exposed and still honored. I like her because she was daring in her sin and daring in her righteousness. I like her because she had no pretence. There was no doubt of her being a sinner and her being afterwards a true follower of Jesus Christ. She was at all times her true self. Somehow I envy her.