Friday, March 30, 2007

زكا..... مسكين آخر لا تبدو عليه المسكنة


- " يا زكا...... أسرع وانزل....، لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك!"

قال يسوع هذه العبارة غالباً بصوت عالٍ جداً ليسمعه زكا المعلق على شجرة جميز كبيرة وسط صخب جماهيري هائل. بعد أن قالها يسوع، ساد صمت لعدة ثوان لم تقطعه سوى همهمات اعتراض وصل بعضها إلى أذني يسوع وآذان تلاميذه.

- " إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ!"

- " هو لم يدعه.. لكن يسوع اختار أن يبيت عند أغنى الأغنياء.. طبعاً !"

- " لو كان هذا نبياً لعلم أن زكا هذا رئيس العشارين!"

- " هو يعلم أنه رئيس العشارين. هذا عيب يسوع. تعليمه جميل. كلامه به سلطان. معجزاته لم يعملها نبي قبله. لكن عيبه الوحيد هو تساهله هذا مع الخطاة. عموماً.. "الحلو ما يكملش" !

- " أنا محبط منه جداً... كنت أظنه باراً نقياً لا يختلط بالخطاة."

- "هذا رجل مخادع!"

- " إنه يعلم أن زكا غني. ويعلم أنه سيعد له وليمة عشاء فاخرة. عيب يسوع أنه يحب الولائم والطعام الشهي. كيف يتصور أحد أن من بدأ خدمته بالصيام لأربعين يوماً يكون هكذا أكولاً وشرّيب خمر، محباً للعشارين والخطاة!"

نزل زكا من فوق الشجرة والفرحة لا تسعه وصار يمشي وسط الناس بفخر وخيلاء فهو قد أصبح في غفلة من الزمن مضيف يسوع لهذه الليلة. أصطحب زكا يسوع وتلاميذه إلى بيته وهو يتمنى أن تراه الدنيا كلها يمشي متأبطاً ذراع يسوع. نعم يسوع.. الذي تتمنى كل اليهودية والسامرة والجليل وكل سورية أن تنعم بنظرة من عينيه.


صورة الرسالة الواردة من أورشليم من طرف يوليوس والي الجليل إلى المحفل الروماني بمدينة رومية إلى شزاريني أمير رومية.

إنه قد بلغني أيها الملك قيصر أنك ترغب معرفة ما أنا أخبرك به الآن فاعلم أنه يوجد في وقتنا هذا رجل سائر بالفضيلة العظمي يدعي يسوع وأن الشعب متخذة بمنزلة نبي الفضيلة. فبالحقيقة أيها الملك أنه يوميا يسمع عن يسوع هذا أشياء غريبة فيقيم الموتي ويشفي المرضي بكلمة واحدة وهو إنسان بقوام معتدل ذو منظر جميل للغاية له هيبة بهية جدا حتى أنه يلتزم من نظر إليه أن يحييه ويخافه وشعره بغاية الاستواء متدرج على أذنيه ومن ثم إلى كتفيه ترابي إنما أكثر ضياء وفي جبينه عره كعادة الناصريين ثم جبينه مسطوح وإنما بهج ووجهه بغير تجعيد بمنخار معتدل وفهمه بلا عيب وأما منظره فهو رائق ومستر وعيناه كأشعة الشمس ولا يمكن لإنسان أن يحدق النظر في وجهه نظرا لطلعة ضيائه في حينما يوبخ يرهب ومتي أرشد أبكي ويجتذب الناس إلى محبته. ....يمشي حافياً عريان الرأس فكثيرون إذ يرونه يهزءون به ولكن بحضرته وبالتكلم معه يرجف ويذهل. وقيل أنه لم يسمع قط عن مثل هذا الإنسان في التخوم وبالحقيقة كما تأكدت من العبرانيين أنه ما سمعت قط روايات عليه كمثل ما نعلم عن يسوع هذا وكثيرون من علماء اليهود يعتبرونه إلها ويعتقدون به وكثيرون غيرهم يبغضونه ويقولون أنه مضاد لشرائع جلالتك فترى فيّ قلقا من هؤلاء العبرانيين الأردياء. ويقال عنه أنه ما أحزن أحدا قط بل بالعكس يخبرون عنه أولئك الذين عرفوه واختبروه أنهم حصلوا منه على إنعامات كلية وصحة تامة. فإذا أنا بكليتي ممتثل لطاعتك ولإتمام أوامر عظمتك وجلالتك.

الإمضــــاء يوليوس لستوس والي اليهودية

أما اكتشاف هذا اللوح فكان سنة 1280م. بمدينة الويلا من أعمال نابولي أثناء البحث عن الآثار الرومانية وبقى فيها إلى أن وجده المندوبون العلميون الذين رافقوا الجيش الفرنسي حين انتشبت الحرب في جنوبي ايطاليا



صور من الماضي تقتحم ذاكرة زكا وهو يمشي مع يسوع

مجموعة من الأطفال الصغار العنفاء يتلفون حول زكا الصغير والغبار يملأ الجو

زكا يا قزعة.... يا قد النملة

مين قالك........تعمل دي العملة!

زكا يا قزعة.... يا قد النملة

مين قالك........تعمل دي العملة!

خلال تلك اللحظات تاهت نظرات زكا وكأنه يرى ما لا يراه أحد.

. ثم فجأة يعود بنفسه للحاضر وينظر إلى يسوع وابتسامة عريضة تملأ وجهه ويحاول أن يجد أي معلومات دينية أو فقرات كتابية يتجاذب بها أطراف الحديث مع هذا المعلم ذائع الصيت لكي يشعر ببعض "الاستحقاق" أن يكون مضيفه هو وتلاميذه هذه الليلة.

- أيها المعلم يسوع.. لقد علمت أنك تقول أن ملكوت السموات قد اقترب..هل معنى هذا أن الرومان قد أصبحت أيامهم معدودة بيننا؟ لقد سمعت أنك تتلو كثيراً نبوات إشعياء عن اقتراب الملكوت. أنت تعلم بالطبع أن إشعياء هذا عاصر أربعة ملوك كان آخرهم حزقيا الملك المُصلِح.

- نظر يسوع إلى زكا وابتسم في حنان ولم يقل شيئاً.


عادت نظرات زكا تنظر إلى الأفق وكأن روحاً غريباً تملّكه..

يرى نفسه طفلاً يعود وحيداً من "كُتّاب" أريحا للأطفال وخطّان من الدموع الجافة يمتدان من داخل مقلتيه في اتجاه طرفي فمه بعضهما لايزل مبتلاً لامعاً والبعض قد جف إلا أنه لا يزال ظاهراً. أما قلبه الصغير فيشهد تحولاً تدريجيا من الخزي إلى الألم ثم من الألم إلى الغضب ثم إلى المرارة. ثم إلى القرار والتصميم.

اندمج في تيار ذكرياته حتى أنه شدّ على قبضتيه وهو يمشي مع يسوع.

يتذكر زكا الآن أنه اتخذ قراراً حاسماً في الطفولة. وهو يتذكر الكلمات التي رنت في ذهنه وهو عائد للبيت في ذلك اليوم منذ أربعين سنة.

أحلف بالسماء والأرض أن يأتي اليوم الذي فيه أجعل كل هؤلاء يجثون لي ويستعطفوني. لا أعلم كيف، لكن أعلم إني سأفعل ذلك !

عاد ذهن زكا للحاضر قليلاً وتعجب. كيف استطاع يسوع أن يرى جسدي الصغير معلقاً على تلك الجميزة الهائلة وسط هذه الجماهير الغفيرة. لماذا قال أنه "ينبغي" اليوم أن يمكث في بيتي.

لعله كان يرى ما يدور بداخلي منذ أن سمعت به

وكيف أنني منذ تناهي إلى سمعي تعليمه من خلال زوجتي، لم أر للنوم طعماً وأشعر أن شيئاً ما خطأ في حياتي.

ألعله يعرفني جيداً؟ العله يعرف ما أفكر فيه؟ ألعله يعرف شريط الذكريات الذي تأتي صوره متدافعة في ذهني الآن؟

لم يكن زكا سوى طفل صغير وُلِدَ منذ خمسين عاماً في قرية مجاورة لأريحا لا يرغب من الحياة سوى أن يُحِب وأن يُحَب

ولكنه عندما يجد الحب الحقيقي، اضطر ككثيرين غيره أن يبحث عن بدائل.

وصلت لزكا مثلما وصلت للكثيرين رسالة مفادها أنه لا مكان ولا حب ولا احترام في هذه الحياة سوى للأقوياء، علاة المقام,.

لا مكان تحت الأضواء إلا للجريئون والجميلات، طوال القامة ممشوقي القوام

فإن لم تستطع أن تكون من طوال القامة، فلتكن من علاة المقام !

وإن لم تستطع أن تُحسَب مع الأغنياء فلتزاحم الخدّام!

وإن لم تكن من الموهوبين في الأفعال والإبداع، فلتكن من أصحاب الكلام والإقناع!

لا بد لكي يكونه مكاناً بين الجموع، أن تفعل شيئاً يستحق الاهتمام

يجب لكي يلاحظك الناس أن تعتلي برجاً أو شجرة أو تقف فوق كومة من المال أو وسط "شلة" من الاصدقاء.

فكر زكا في قلبه...

لكن مالي ونفوذي لم يجتذب يوماً نوعية يسوع، بل على العكس، كان هؤلاء ينفرون مني ويلقبونني بالسارق الخائن.

لم أعجب يوماً طائفة الروحانيين المتدينين ولا حتى طائفة السياسيين الثوار الراغبين في تغيير الأمور.

كان المنتمون لتلك الطائفتين هم الوحيدين الذين لا يتملقوني. ولكم كنت أتمنى أن أضمهم أيضاً إلى مجموعة المنتفعين من صداقتي الخاطبين ودّي. وها أنا الآن قد ظفرت بأفضل من فيهم وأكثرهم شهرة ومجداً حتى أن مدناً بأكملها كانت تخرج لتمشي وراءه. هو الآن يمشي بجانبي ذاهباً إلى بيتي.

من مثلي في هذه الدنيا !

لقد حصلت على كل شيء

لقد حققت أملي القديم. بل ما هو أكثر منه!

بعد أن كان زملائي في "الكتّاب" يجرون ورائي ليلقوني بالأحجار ويتهكموا على قصر قامتي، ها هي إريحا كلها تمشي ورائي في غيرة وحنق وأنا أتقدمهم متأبطاً ذراع يسوع.

لكن... لكن لا يزال شيئاً صغيراً فغي أعماق قلبي لا يريحني تماماً

.. عندما التقت عيناي بعيناه وأنا فوق الشجرة، رأيت شيئاً لم أره من قبل في حياتي.

لم أر الغيرة والإعجاب الذان أستطيع تمييزهما في عيون كل الناس من كثرة ما رأيتهم. كما لم أر الضيق والدينونة والاحتقار الذي كنت أراه في عيون المتدينين. رأيت شيئاً لم أره من قبل.. سهمان من عيناه اخترقاني وكأنهما يعرفان طريقهما جيداً إلى سويداء القلب!

ربما هذين السهمين هما الذي فتحا عليّ خزانة الذكريات والصور القديمة التي تأتي إليّ من غياهب الطفولة...

لا يهم كل هذا الآن.

كل ما يهمني هو أن أحتفظ بيسوع بين يدي حتى يدخل تحت سقفي. أتمنى ألا يصادفه مريض أو شخص ملبوس بروح شرير فيقضي الأمسية معه ويعتذر لي بأدب. كما أتمنى ألا يبدأ في تعليم هذه الجموع حتى تغيب الشمس أو أن ينصرف عني في منتصف الطريق ويذهب إلى الجبل ليمضي الليل كله في الصلاة. أنا أعلم أن سلوكياته غير متوقعة دائماً.

هل من المعقول أن يفعل ما قاله.. أن يبيت تحت سقفي؟!

ويأكل في بيتي !

هل من المعقول أن يكون بيتي الذي ينعته الفريسيون بالنجاسة هو مكان إقامته أثناء زيارته لأريحا؟

لا أظن!

أكيد سوف يعتذر لي في منتصف الطريق خوفاً على سمعته وخدمته!

ولكني لن أتركه يمضي. سوف أتعلق به ولن أتركه إلى تحت سقفي وأمام مائدتي.

رتب الخدم المائدة.

ربما كانت أفخر الموائد التي مُدّت في أريحا في الفترة الأخيرة. لم ينقصها شيء من أطايب الطعام والشراب.

الجميع سعداء...

رائحة الشواء اللذيذة تتصاعد من الخروف متوسط العمر الذي اتخذ مكانه المميز في وسط المائدة..

كان زكا لأول مرة منذ فترة طويلة.. سعيداً!

لكن شيئاً ما قوياً كان يحدث في أعماقه ويلهب قلبه كما ألهبت نار الشواء ذلك الخروف الذي سوف ينشغل الجميع بالتهامه بعد دقائق.

تلك النظرة...

يا لها من نظرة....

لقد قلبت كياني هذه النظرة..

ليست النظرة فقط..

لقد أعلن استعداده أن يدخل بيتي دون أن أتوب!

لم يسألني إن كانت أموالي التي سوف أستضيفه بها "حلالاً" أم "حرام!"

لم يهتم!

سوف يأكل طعامي.. ويبيت تحت سقفي

ألا يعلم إني رئيس العشارين؟

ألا يعلم مصدر تلك الوليمة؟

وذلك البيت؟

هل سيملأ بطنه الطاهرة بهذا المال الحرام، الذي يقولون عنه أنه لا يشبع بل يُلهِب الجوف؟

أية محبة ملأت قلبه من نحوي حتى يكون مستعداً أن يأكل من مالي الحرام دون أن يدينني أو يحرجني؟

هل أنا مستحق لهذا الحب؟

وماذا بي يستحق ذلك الإكرام؟

أطرق زكا بعينيه بعيداً وبدا وكأنه يتكلم لنفسه في الداخل بدون كلمات.....

عندما كنت أعود للبيت معذباً من تعييرات الأطفال، كنت أجري لاهثاً باحثاً عن حضن أمي

لكي أطفئ فيه نيران ألمي وخوفي. لكني كنت أجدها دائماً جالسة أمام الفرن. عاشت ستين سنة جالسة أمام الفرن!

كنت أجري لأرمي نفسي في حضنها فتنفر وتصرخ: "أفسدت العجين يا غبي!" "هل نجد القمح في الشارع؟!

" اذهب بدّل ملابسك واغتسل لكي "تتسمم" ثم تنام. لقد مللت منك ومن أبيك ومنكم كلكم!

فكنت أذهب أبدل ملابسي وأخلع أحزاني مع حذائئ وأضع على قلبي حجراً سميكاً حتى لا

يئن ولا يشعر. وبالفعل كنت "أتسمم"... لقد تسممت كل حياتي.

لقد أغلقت على قلبي بجدار سميك لكي لا أتألم. لكني أيضاً لم أكن أشعر. كما لم أشعر بالألم

لم أشعر أبداً بالسعادة، ولم يحن قلبي لأحد.

لم يرق قلبي لا للأرملة ولا لليتيم

انتزعت اللقمة الوحيدة من فم الفقير لأقتسمها مع الرومان ومع هيرودس

جمعت وجمعت لنفسي، وتباعد عن قلبي أكثر فأكثر أي شعور أو إحساس بنفسي أو بالناس

نعم كما يقول كاتب المزمور " سمن من الشحم قلبي" فلم أعد أشعر!

بنيت هذا البيت على فدانين كاملين من الأرض، وألحقت به حظائر للغنم والماشية ومعصرة

تنتج أفخر أنواع النبيذ.

بعد دقائق سوف يشرب يسوع من نبيذي

نعم نبيذي الذي صنعته من دم الفقراء والمساكين!

مالي الآن أشعر بشيء ما يتغير داخل قلبي

ذلك الجدار الحجري يتحرك.. ويرقّ !

أنا لم أبك منذ سن العاشرة.. ما للدمع يتجمع خلف مقلتي وكأنه في مظاهرة تضغط على باب

القصر لينفتح وينقلب الشعب على الملك!

مالي أرى الناس وكأنني قد استبدلت عينيّ بعينين أخريتين؟

ما لي أريد أن أحتضن الجميع؟ وأملأ الدنيا حُبّاً وقبلات؟!

ما لي أشعر لأول مرة بانسجام بين قلبي وعقلي!

ما للألوان قد أصبحت أكثر تلوناً !

والشمس أكثر إشراقاً!

ما لي أشعر بأني أملأ كل جسدي !

وافتخر بقصر قامتي!

مالي أرى عيناي في نفس مستوى عيون الناس لأول مرة!

ليست فوقهم أو تحتهم

لا أريد أن أكون فوق الجميع!

ولا أشعر إني أقل من الجميع!

ماذا فعلت بي نظرة يسوع هذا؟!

كيف قلب حالي وهو لم يقل كلمة! سوى أنه ينبغي أن يمكث في بيتي!

لم يعظني!

لم يطالبني برد المسلوب!

لم يربط بين دخوله تحت سقفي وتنظيفي لبيتي من الحرام.

إن كان هذا البار قد قبلني هكذا بوسخي وعاري، فلأنظفنّ نفسي إذاً !

وقف زكا وسط وليمة العشاء..ورفع الكأس

ظن الجميع أنه سوف يقترح نخباً ويتاجر بالأقوال

لكنه فاجئ الجميع إذا قال:

أنا لصّ

أنا واشِ محتال

سوف أرد الأموال!

تهاوى آخر حجر من جدار القلب السميك. لقد اعترفت !

لقد رفعت على قلبي هذا الحمل الثقيل الذي أثقل كاهلي لثلاثين سنة كاملة

تساقط كل إحساس بالذنب والعار عندما سردت أسوأ جزء من قصة حياتي أمام الجميع. لم يأت الليل بعد ولكني أشعر من الآن أنني سوف أنام الليلة ملء جفنيّ. أشعر أن قلبي الآن قد أصبح.. قطعة واحدة بعد أن كان لزمن طويل متشرذم منقسم.

عاجله يسوع بالتشجيع..

"اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضاً ابن إبراهيم، لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك".

إذاً أنت كنت ستدخل بيتي وأنت تعلم من أين لي كل هذا.. أنت كل الوقت تعلم إني هالك وبحاجة للخلاص، ومع ذلك قلتَ أنه ينبغي أن تمكث في بيتي!

لقد كنت تعلم أن خلاصي لا يأتي بمجرد الاعتذار والندم. كان عليّ أن أرد المسلوب، ولم تطلب مني أن أفعل ذلك.

أنا ابن إبراهيم. أنا أعرف الشريعة. لقد وصلت لمسامعي بعض أركان الشريعة وأنا في الكتاب قبل أن أتحول "للعمل العام!" ..هه.. "العمل العام!" .. أقصد "السرقة العامة!"

لم يتكلم يسوع لأنه يعرف أن نظرته قامت بالعمل كله وقبوله قادر أن ينفذ إلى ذلك الطفل القابع داخل زكا العطشان للحب والقبول.

فيسوع ليس كالمتدينين

يسوع لا يتعامل بالدين

ولا يدين

هو لا يعرف سوى لغة الحب

تلك اللغة التي لم يعلمني إياها أحد من قبل

ولا أبي أو أمي

وهو بها قد علمني البر

وهو قادر بها أن يعلم البر للجميع !

Top of Form

2 comments:

Unknown said...

لم أكن أعرف كيف كان زكا ينظر البى يسوع و لكن الآن عرفت انه كان يراه شخصاً عظيماً جداً . شخصاً لا يعرف الخطية و لا وجد فى فمه غش. و مع ذلك كان اشتياقه له كبير حتى و لو على سبيل تحسين صورته الاجتماعية او غيره
.

عندما مكث معه الحب و لم يهرب ،لم يعد للأسلحة الدفاعية احتياج
زال الألم و زالت الرغبة فى الأنتقام من البشر.

لم يخف زكا من التضاد الرهيب بين حقيقته و حقيقة يسوع بل و لم يجد حرجاً فى ان يجاهر بهذا . فقد حصل أخيراً على مبتغاه. أصبح قصير القامة عالى المقام.
يا له من نور عجيب يكشف و لا يجرح أو يعير.

حقيقة يسوع كانت تنضح منه لأنه اناء طاهر. حقيقة تتسرب للنفس بشقوقها لترويها و تعطيها حياة.

مقالة جميلة و اله رائع جداً مذخر فيه كنوز الحكمة و العلم

صحصح said...

لم أكن أعرف أني توأم زكا.
أحسست بجميع مشاعره بالنقص بشدة، ذكرياته،والتي تعابيرها صدمتني من فرط قوتها. قلقه،خاصة في طريقه مع يسوع لمنزله لئلا يأخذه أحد منه....لكني أستطيع الأن القول:"كانت (....) لأول مرة منذ فترة طويلة.. سعيده!"
شكرا